لم أحتج لرسم السعادة غير أفرشة و أغطية كنت قد أخرجتهم لحمام شمس يذهب بعضا مما علق فيها من رطوبة، و لبعض من المخيلة الطفولية و للأفكار الجنونية التي لا ترتبط بمنطق و لا يرتبط بها أي منطق. بنينا بيتا و خيمة كانت ستارا من لهيب نهار مشتعل و بقينا لبرهة نرقب السماء الخالية وترقبنا، نعد نحن خرافها البيضاء و تعد هي ضحكات أسناننا البيضاء. أتت لرنيم فكرة التسوق و شراء بعض الحلوى و الشكولاطة فاتخذوا من الحائط بائعا و دكانا ، و من بعض الحركات و الكلمات دنانير و بضاعة التهمنا ما ساغ منها و ما حلى. ثم و بإرادة رنيم تحول البيت إلى سيارة مسرعة نسوقها ثلاثتنا متفادين زحمة السير و اكتضاضها ، صائحين بأعلى أصواتنا بأن يفسحوا لنا الطريق. لنتوقف أخيرا أمام مغازة ملابس، فتطلب مني رنيم بعض النقود واعدة إياي بأن تشتري لي ألبسة للصغار و للكبار رميتها بما في قبضتي من هواء راجيا إياها ألا تتأخر في تسوقها. اقتنص أشرف فرصة توقف السيارة ليقوم ببعض حركاته البهلوانية و يقف فوق السدة ليسقط بين أحضاني مكررا فعله كرات و كرات تحت صيحات الفرح و قهقهات المرح. أخيرا عادت رنيم من تسوقها و طلبت من أشرف أن يأخذ مكانه في السيارة لننطلق نحو شاطئ البحر. باغتتنا فجأة صيحات أمهما المستفهمة عما نقوم به. لنستيقظ من عالم الجنون و الأحلام ، و نعود إلى عالم يعاف أتربة علقت بين ثنايات ثيابنا، و أغبرة لونت وجوهنا