اليوم هو عيد الأب. اكتشفت ذلك صدفة ، على صفحة قوقل
في هذا اليوم، استفاق أبنائي ككل يوم مبكرا، ليتداخل صياحهم مع أحداث أحلامي، طالبين مني أن أنهض و ألعب معهم.
قاموا بتقبيلي، و تبادلنا عبارات الحب، و طلبت مني ابنتي، بعد عناق طويل ألا أخرج، و أن أقضي اليوم معها. قضينا الصباح في اللعب و العراك، و في التفريق بينهما، حيث كانا يتعاركان لأتفه الأسباب، و في إبرام الصلح بينهما، الذي سرعان ما ينقض من أجل لعبة أو البرنامج الكرتوني (أشرف يريد سبايدر مان، و رنيم تريد دورا). كثر عراكهما، فعرضت عليهما الخروج في جولة، فرحبا بصيحات الفرح و السرور، ليرتديا ثيابهما، و نتوجه إلى منزل الجدة.
أمسكا بأياديهما ، و طلبا مني أن أتركهما يتمشيان لوحدهما، فتأخرت عنهم بعض خطوات وسرت خلفهم أرقبهم عن كثب، محاولا استراق السمع لحديثهما. لكن رنيم كانت تلفتف إلي و تطلب مني أن أبتعد أكثر.
وصلنا دار الجدة حيث أخذا كامل حريتهما في اللعب و الجري و اكتشاف أسرار البيت ، حيث وجد أشرف قطة صغيرة، أنهكها بالجري وراءها و بالاختباء منه خشية بطشه.
بقيت رنيم تتفرج على برامجها المفضلة على لوحة جدتها الالكترونية. بينما فضل أشرف اللعب بعصا وجدها في إحدى خبايا منزل الجدة، و صدق من قال من شابه أباه فما ظلم، كان يقوم بنفس الحركات التي كنت أقوم بها و أنا في نفس سنه. كان يديرالعصا بيده مرة ذات اليمين و مرة ذات الشمال،. فاتحا رجليه بمقدار كتفيه.
هنأت أبي بعيد الأب ليهنئني هو بدوره، لأهنأه بكونه جدا.
لعبنا لعبة المعلم و المعلمة، لأكون أنا تلميذهما الغير مجتهد. ولأردد وراءهما الحروف التي يلقنانني إياها، لأنال استحسانهما تارة، و استهجانهما في مرات أخر، ليقوما كل على حدة بمعاقبتي بعصا أشرف، تعاركا من أجل العصا، من يقوم بالتدريس بها، ليكثر عراكهما و صخبهما، فأقترح عليهما أن نقوم بجولة في الجوار ثم نقفل راجعين للبيت. وافق أشرف، الذي ترجل قليلا ثم طلب مني أن أحضنه بعد أن غالبه النعاس. بينما فضلت رنيم المبيت في بيت جدتها، من دون أن تنسى أن تعانقني و ترسم على خدي قبلة مستعجلة و تهمس في أذني كلمة أحبك …