خرجت أمكما للدراسة ، تاركة وراءها بيتا تعبق منه رائحة الجافال وتلمع أرضيته  نظافة. كان كل شيء مرتبا و في مكانه الصحيح الذي يجب أن يكون عليه . كان كل شيء مرتبا إلى أن استفقنا و أفقنا كل الجنون التي كانت مختئة بين زوايا المنزل. جعلتما  من أكتافي سلما و من ظهري صهوة. بقيتما معي و لم أسلمكما إلى الروضة فقد كنت مشتاقا لإليكما بقدر اشتياقكما إلي، كما كنت مشتاقا لتبادل الحديث و اللعب معكما

كنت مشتاقا إليكما و لم يكفني الليل و طوله و لا النوم بين أحضانكما في اطفاء نار الولع و الاشتياق. كم أعجبني خيالك يا ابنتي و كم أبهرتني خصوبته فقد خلقت عالما متكونا من كل ما تشتهينه. صنعت من السدة غابة فيها بيتا و البيت فيه غرف و الغرف مملوءة ألعابا طالما طلبت مني شراءها (العروسة و الكروسة) حتى بعد أن فتحت باب السدة ورفعتك إليها لم تتراجعي عن مخيلاتك و لا عن العالم الموجود في ظلام السدة. فحين سألتك عن الغابة أجبتني بأنها في آخر النفق و طلبت مني أن أرفعك أكثر و أدخلك  لعالمك الذي تنتمين إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.