اليوم عادت رنيم من الروضة مبكرة، لتطلب مني أن أصطحبها إلى الساحة الخلفية للمنزل، لتعطيني درس اليوم.

ابتدأت الحصة بالنشيد الوطني، حيث أمرتني بأن أستقيم و أن أردد وراءها أبيات النشيد الذي صاحت به بأعلى صوتها،

أخذتني من يدي و أجلستني إلى جوار عرائسها (زملائي في القسم)، و طلبت مني أن أضع يدي فوق فمي لكي لا أصدر صوتا، و دخلت لغرفتها لكي تجلب العصا.

اتجهت إلى السبورة (الحائط) و بدأت تخط بأناملها الرقيقة خطوطا وهمية ثم تسألني عن اسم الحرف الذي خطته، فأجيب “ألف”

“صحيت بابا” لتخط خطا آخر و تسألني “و هذا؟”

“باء”

“أحسنت ، و هذا؟”

“جيم”.

ثم تلتفت إلي و تصيح في العروسة “فراولة” التي تجلس بجانبي، “يزي من الحس” “موش قتلك أسكت”، تحمل عصاها و تضربها ضربا مبرحا، ثم تعيدها إلى مكانها و ترجع إلى سبورتها لتخط خطوطا أخرى، تسأل عرائسها عن أسماء الحروف فلا يجيبونها، فتصيح فيهم “يا بهايم”.
يتواصل الدرس، و تأتي لي بقلم و كراس، و تقوم بتنقيط الورقة لتطلب مني أن أربط بين النقاط.
لم يعجبها ربطي، فتأخذ بيدي محاولة تقويم اعوجاج خطي، ثم تأمرني بأن أمد يدي لكي تعاقبني، فتضربني ضربات خفيفة بعصاها الغليظة، صائحة “ضربتك باش تولي تقرى دروسك”.
انتهت الحصة حين تفطنت إلي و أنا ألتقط لها صورا، أمرتني بأن أخبئ الهاتف، و عاقبتني حين صورتها مرة ثانية، ثم أطلقت عقيرتها للصراخ احتجاجا و منهية دور رنيم الأستاذة لترجع رنيم الابنة المدللة.
سألتها “رنيم هل تريدين أن تصبحي أستاذة حين تكبرين”
فأجابتني “لا ، لا ، لا أريد أن أصبح مثلك”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.